sábado, 30 de octubre de 2010

باي باي الجزيرة

صباح يوم الجمعة كتبت إلى صديقة لي في الحزب الاشتراكي الاسباني في مليلية عبر الفايس بوك " مالذي يحدث في مليلية، انهم يسجلون عليكم اهداف متتالية" قصدت الحزب الشعبي الذي قال ممثل الحكومة  في المدينة انه وراء الإحتجاجات التي يقوم بها شبان مسلمون عاطلون عن العمل.
قبل ذلك، ليلة الجمعة، بالتحديد  بثت قناة الجزيرة تغطيتها للأحداث و كان في المكان أيــمن الزبير، مراسل القناة في إسبانيا، تأملت المشهد جيدا و استمعت الى تقرير ايمن "المغرب لن يتجاوز هذه، فكرت" كنت متأكد بان الرباط لن تلتزم الصمت امام زيارة مراسل الجزيرة إلى مليلية.
الرباط لم تخيب ظني، اذ لم تتأخر كثيرا في التحرك.
مساء السبت، في الحصاد المغاربي كذلك، اعلنت الجزيرة عن خبر قرار السلطات المغربية في الرباط اغلاق مكتب القناة  و منعها من الاتصال بوسائل الاعلام في المملكة!!
و من بين الاسباب التي ذكرت الجزيرة عن لسان وزارة الاتصال المغربية اضرار القناة بمصالح و سمعة المغرب و خصَّت تغطية القناة المنحازة في ما يخص   مسألة الوحدة الترابية للمغرب.
ردود الافعال في وسائل الاعلام، التي كان عليها ان تقف بالمرصاد ضد قرار تعليق انشطة مكتب الجزيرة في المغرب، اليوم على الجزيرة، البارح على المساء و غدا سيستمر نفس المهرجان، كانت بسيطة جدا، و لم اجد ردود افعال تستحق الذكر وما ذكر كان  قليل و لم يعطي الخبر المساحة التي يستحقها.
موقف آخر اثار انتباهي، هذه المرة جاء من المعارضة،  حزب العدالة و التنمية، حيث عِوض ان يدافع عن القليل من الحرية التي وصل اليها المغاربة في غفلة ما سمي الانتقال الديمقراطي و العهد الجديد، حزب العدالة و التنمية قام بتبرير موقف وزارة الاتصال وقال انه يتفق مع القرارفي عقدته التي تكمن في إضهار كل أنواع الولاء ات للسلطة حتى ترضى عنه و تعتبره داخل الاجماع الوطني، الامر الذي سيمنح الحكومة شرعية تكميم المزيد من الافواه.
في اعتقادي، المتواضع، هذه بعض الاسباب التي ادت إلى المزيد من التضيق على قناة الجزيرة:
ـ المغرب تجاوز مرحلة التحول، تحول السلطة، من عهد الحسن الثاني إلى عهد الملك محمد السادس، الامر الذي يقلل من حاجة النظام إلى ابواق تبشر بالعهد الجديد.
ـ تغطية الجزيرة للقضايا الإجتماعية في البلاد و التي تربك السلطات في الرباط، هذه الأخيرة تريد تسويق صورة لمغرب لا يتوقف عن ورشات البناء و التشيد و التدشينات اليومية،  و هو خبر هام كذلك لكن للاستهلاك الداخلي.
ـ المساحة التي توفرها القناة لكل المنتقدين، للنظام من بوليساريو، عدل و إحسان حقوقيون (مع الفارق بين الفرق طبعا).
ـ قضية الوحدة الترابية للمملكة، حيث ان الجزيرة في تغطياتها و في خرائطها من السهل ملاحظة تقسيمها للمغرب إلى قسمين و هو امر مقزز لكل مغربي يحب بلاده، الامر الذي يشوش على المشاهد العربي.
و القطرة التي ملأت الكأس في إعتقادي كانت تغطية الجزيرة لأحداث مليلية و زيارة أيمن الزبير إلى المدينة و هو مراسل القناة في مدريد، الامر الذي جعل الرباط تفقد صوابها.
امور أخرى بلاشك تريد السلطة ان تكمم افواه الصحفيين حتى لا يظهرو الصورة كاملة، بما في ذلك اعتقالات، تفكيك لشبكات إرهابية كما ورد مباشرة من الرباط بعد الاعلان عن اغلاق مكتب الجزيرة ...
شخصيا لا اتفق مع تغطية الجزيرة لما يخص القضايا الترابية للمملكة، لا احب خطها التحريري في هذا الموضوع، كما لا ارى سببا لتقسيمها المغرب الى قسمين، لكن هذا لا يعني انني ارى خيرا في ما فعلته وزارة الاتصال من منع، و ممارسة وصايا على الخط التحريري لوسائل الاعلام، كان على المسؤولين التحلي بالذكاء و الحكمة في هذا الموضوع، حتى لا يتحول المغرب إلى دولة كتونس او الجزائر ...يتحدثون للجزيرة عبر التلفون فقط!!
."قبل ان انهي هذا المقال قرأت رسالة في الفايس بوك" لقد اخبرتك بذلك من قبل، قلت لك، الامر سينفجر في أي لحظة"

No hay comentarios:

Publicar un comentario